عطية بن محمد هوا أحد خريجي الزاوية الحمامية بابلدية معالة . دائرة الأخضرية
هو عطية ابن مصطفى مسعودي الإدريسي الحسني ( نسبة إلى إدريس الأكبر و إلي الحسن السبط )ابن على بن أبي طالب كرم الله وجهه و هو من قبيلة أولاد نائل .
ولد في زاوية الجلالية على مشارف مدينة الجلفة سنة 1900 م ، و حفظ القرآن و عمره لا يتجاوز تسع سنوات على يد أخيه الأكبر العلامة سي الهادي وأخذ عنه بعض المبادئ في العلوم الدينية ثم إنتقل إلى زاوية الشيخ عبد القادر طاهري بمدينة الإدريسية و درس عنده علم التوحيد و الفقه .
اتصل به الشيخ نعيم النعيمي و لزمه سبع سنوات كانت كلها دراسة و بحثا في علوم الشريعة الإسلامية و قد كانت فترة ذهبية للتزود بالمعرفة .
دفعته رغبته في طلب العلم إلى السفر إلى مختلف جهات القطر الجزائري حيث درس في زوايا بلاد القبائل وقرر الذهاب إلى جامع الزيتونة بيد أن ظروف الحرب منعته من ذلك . ثم عاد إلى العاصمة و درس عند العلامة عبد الحليم بن سماية مفتي العاصمة في العشرينيات و الذي كان أحد تلاميذ الشيخ محمد عبده .
مكث أكثر من سبع سنوات عند عائلة سيدي محي الدين أولاد الباي حيث كان يذكرها دائما بكرم الضيافة و حسن الرعاية ، و انتقل إلى زاوية الشيخ عبد القادر الحمامي و درس بها .
أثناء رجوعه إلى مدينة الجلفة توقف بالبليدة ليحضر دروس الشيخ محمد بن جلول حيث تعلم منه الكثير .
عمل مدرسا في مدرسة تابعة لجمعية العلماء المسلمين و حضر له بعض الدروس الشيخ عبد الحميد ابن باديس و انبهر لذكاته و أعجب ببداهته حيث أثنى عليه و شجعته .
عين إمام خطيبا بالمسجد الكبير بالجلفة و أسند له بعض المجاهدين في جيش التحرير الإفتاء و القضاء بين الناس في تلك الفترة ( إبان الثورة التحريرية ) و استمر في القضاء حتى الفترة الانتقالية لتشكيلة الحكومة .
كانت له اتصالات و مراسلات مستمرة مع شيوخ الزوايا و العلماء منهم من لحق بالرفيق الأعلى و منهم من ينعم بالصحة و هؤلاء منهم : الشيخ بلكبير بأدرار و الشيخ بيوض ( شيخ المذهب الإباضي ) و الشيخ عبد القادر عثماني بزاوية طولقة و شيخ زاوية الهامل و الشيخ الطاهر بلعبيدي و شيوخ الزاوية التيجانية و الشيخ الصالح ابن عتيق و ابن أشبط و الشيخ الرابحي مفتي مدينة البليدة و الشيخ الزبير بالبليدة أيضا و الشيخ سي أحمد الخطابي و بعض علماء باكستان و الأزهر الشريف و العراق .
وقد استشهد به الشيخ محمد الغزالي رحمه الله في عدة محاضرات . توفي أسبغ الله عليه رضاه سنة 1989 م يوم 27 من شهر سبتمبر ، و ترك وراءه مكتبته الخاصة و التي تحتوي أكثر من ألف عنوان وبعض المؤلفات التي ستطبع مستقبلا منها : - باقات من الشعر - مجموعة أحاديث نبوية و بعض المخطوطات - فتاوى شرعية في فقه المالكية ..الخ .